الطائرة أثيوبيّة لكن الكارثة لبنانيّة
غادروا أرض الوطن أحياء فعادوا اليه بعد دقائق ولكن …أشلاء.استيقظ اللبنانيون اليوم على كارثة ألمّت بالشعب اللبناني ولكن هذه المرّة كارثة طبيعيّة اثر سقوط طائرة أثيوبيّة في المياه اللبنانيّة في الثانية والنصف من صباح الاثنين 1-25، تحمل عدداً كبيراً من الركاب اللبنانيين بالاضافة الى ركاب من جنسيات مختلفة أثيوبيّة وفرنسيّة وبريطانيّة وتركيّة ، لكن الحصّة الأكبر دائماً تكون من نصيب اللبنانيين. وكأن لعنة الموت لن تكُف عن ملاحقة هذا الشعب، فاذا لم يرحل ضحية لعبة السياسة والحروب يخطفه القدر بلمحة بصر حتى ان كان في الجو مسافرا بهدف تأمين لقمة عيشه…
حتى الساعة لا وجود لناجين فكل من تمّ انتشالهم من البحر هم جثث مشوهّة نتيجة لاحتراق الطائرة قبل سقوطها أو أشلاء طائفة على وجه المياه، فالبعض يرّجح بأن رداءة الطقس وراء سقوط الطائرة، والبعض الآخر شكك باحتمال عمل اراهبي ، ويبقى انتظارما سيكشفه التحقيق والعثور على الصندوق الأسود آملين بأن يكشف السبب الحقيقي وراء هذه الكارثة…
توجّه عدد كبير من النواب اللبنانيين الى مطار رفيق الحريري الدولي بالاضافة الى ذوي وأقارب ضحايا الطائرة المنكوبة، وأرسلت كلٌ من قبرص وفرنسا طائرات للمساعدة في انتشال الجثث بالاضافة الى مساعدة الأسطول البحري الأميركي وقوى اليونفيل العاملة في لبنان وطبعاً بالتعاون مع الجيش اللبناني والدفاع المدني وفرق من الغطّاسين..
تعبنا من الموت ولكن على ما يبدو لم يتعب الموت منّا، وكما قال الصحافي الكبير راجح الخوري في برنامج نهاركم سعيد على محطّة ال LBC، بأن الحياة طافحة بالموت وانهُ لصباح حزين لا يحتملّه الوجدان اللبناني لكثرة ما مرّ عليه من مآسٍ..أوافقه الرأي انهُ لصباح حزين ولا نحتمله نحن كلبنانيون، تسمّرنا أمام الشاشات لمتابعة عمليات الانقاذ في جو عاصف، البحر ثائرٌ وكأنهُ سعيدٌ لابتلاعه عددا كبيرا من الجثث…ضحايا لا تزال مفقودة لا أثر لها وأخرى طافت على وجه المياه الباردة…أناس يخاطرون بحياتهم لانتشال الجثث غير آبهين لحال الطقس الرديء دول هرعت الى لبنان للمساعدة، حتى السياسيين وحّدتهم الكارثة التي حلّت بالشعب اللبناني…
انهُ مشهدٌ انساني بامتياز ولكن…ماذا بعد هدوء العاصفة وانتشال ما ابتلعهُ البحر من جثث؟؟؟ ماذا سيجري حين يمضي على هذه الكارثة أيام وتُشرق الشمس من جديد ويهدأ البحر الثائر؟؟
سيعود نوابنا الى المجلس ليثورون على بعضهم البعض, وتعود الخلافات بينهم لتزيد ويعود الشعب الذي كتب له الله عمراً جديداً ولم يستقل هذه الطائرة ليرحل ضحية كارثة سياسيّة فتبتلعه مطامع السياسيين ….هل سيتّخذ سياسيوا لبنان من هذه الكارثة التي ألمّت بلبنان اليوم عبرة؟ هل ستدركون بأن لا بأس ان تتنازلوا عن كرسي أو قرار يخدم مصالح هذا الشعب ؟ أي متى ستدركون بأن كل ما تتقاتلون لأجله وتقتلون لأجله زائل ؟ فالموت لا يميّز بين دين وآخر أو بين منصب وآخر، الموت لا يميّز بين لبناني وأثيوبي أو بين تركي وفرنسي، للموت وجه واحد وثمن واحد ، غال جدا يملكه الفقير والغني وهو الروح…فأي متى ستدركون ذلك أيها السياسيّون؟
تعب هذا الشعب مصائب لكن المصائب لم تتعب منه، وشبع من الموت لكن الموت لم يشبع منه فلاحقه من وطنه لينال منه في سمائه وليعيده الى أرض الوطن مجددا لكن …أشلاء متناثرة في مياهه .
صباح أقلّ ما يقال عنه بأنه موجع، فذاكراتنا طافحة بصور الموت فكم سنحتمل بعد… حتى لقمة العيش التي يريد اللبناني تأمينها بكرامة بعيدا عن تقبيل الأيدي في وطنه امتزجت بالدماء…
فكم من كارثة يجب أن تحلّ بالشعب اللبناني بعد لتستشعرون يا حضرة السياسيون؟؟
جنان زيدان
-
Archives
- April 2016 (1)
- March 2016 (3)
- August 2014 (1)
- February 2014 (1)
- July 2013 (1)
- March 2013 (1)
- December 2012 (1)
- September 2012 (1)
- August 2012 (1)
- February 2012 (1)
- January 2012 (1)
- December 2011 (1)
-
Categories
- Accidents
- Arabic
- Beirut
- British
- Canada
- childhood
- Death
- Drugs
- Egypt
- emotions
- English
- Ethiopia
- fear
- Footprints
- forgiveness
- friendship
- Grandfather
- Hate
- Homeless children
- Human Rights
- Hurt
- Iraq
- Lebanon
- Letters
- Life
- Love
- Memorial
- Memories
- Mexico
- Middle East
- Mother
- Nature
- news
- others
- outsiders
- Overseas
- Parents
- Past
- Peace
- Photography
- photos
- Photos About My Country Lebanon
- play with feelings
- Politics
- Poverty
- Precious
- Promises
- Qoutes
- R.I.P Mighty soldiers
- silence
- Smile
- Soldiers
- Speak
- suicide
- Technology
- Thought
- Trust
- unfaithful
- USA
- Violence
- Wars
- Weather
- Words
- youth
-
RSS
Entries RSS
Comments RSS